بسبب الفتاوى التحريضية.. «داعش» يركز هجماته على «أزواد»
الإثنين 20/يونيو/2022 - 04:17 م
مصطفى كامل
فتاوى تحريضية، أطلقها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق مواطني جمهورية مالي فى غرب أفريقيا، وتحديدًا بلدة «أزواد» الواقعة في الشمال التي شهدت هجمات متزايدة من عناصر التنظيم، إذ أطلق من يسمى بقاضي «داعش» في القارة السمراء، المدعو «يوسف بن شعيب»، فتوى بـ«تكفير أهل المنطقة ووجوب قتلهم»، مستغلًا انسحاب فرنسا من شمال مالي وانشغال أغلب دول العالم بالحرب على أوكرانيا.
وبسبب مصادرة قطع ماشية المزارعين وبيعها، امتلك التنظيم الإرهابي ثروات كبيرة، إذ وجدت قبيلة «الفولانى» نفسها بلا أرض لرعي أبقارها، ومن ثم سعت لإخلاء «أزواد» من سكانها لتكون لها وحدها، ووشت إلى قادة في «داعش» أن «الطوارق ومن معهم» يرفضون الانضمام للتنظيم، ما دفع مفتي «داعش» يوسف بن شعيب لإصدار فتوى بكفر أهل المنطقة ووجوب قتالهم.
وبعد أن تسبب «داعش» في تهجير سكان قرى كاملة غرب إقليم «أزواد»، بالمثلث الحدودي بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تركزت هجمات التنظيم على منطقة أفلام جنوبي الإقليم بعد فتوى قاضي التنظيم بقتل سكانها، التي دفعت الكثير من أعضاء التنظيم من دول غرب أفريقيا والساحل للقدوم إلى مالي.
تهجير الآلاف
المنظمات الأهلية في إقليم «أزواد»، أكدت أن هجمات التنظيم في غرب القارة السمراء تسببت في تهجير آلاف اللاجئين الطوارق في الحدود المالية مع بوركينا فاسو، التي شهدت عشرات الهجمات والمواجهات بين التنظيم الإرهابي والقوات الأمنية خلال الأشهر الماضية؛ بجانب فرار آلاف اللاجئين من بوركينا فاسو صوب قرى شمالي مالي، جراء أعمال العنف التي يمارسها التنظيم من جهة، وبسبب ضغط السلطات الأمنية في بوركينا فاسو بدعوى حماية الحدود المضطربة من جهة أخرى، ما أسفر عن تفاقم أوضاع اللاجئين الذين هجّرتهم الإضرابات في مالي منذ 3 عقود.
العدد في تزايد
عضو منظمة «إيموهاج» الدولية، أيوب أغ شمد، أكد أن بلدية «تيجريرت» وحدها، وبحسب إحصائية للجنة تابعة للبلدية، استقبلت 250 نازحًا والعدد في تزايد، مشيرًا إلى إحصاء غير رسمي قال إن هناك نحو 691 شخصًا قتلوا خلال شهر مايو الماضي، وأعداد غير معروفة فقدوا خلال فرارهم من جحيم «داعش» في الصحراء؛ وأضاف أن من ضمن أسباب جلب عناصر التنظيم الإرهابي لشمال مالي، قرار التنظيم إيجاد أرض خالية لتقوية صفوفه، ووجد في منطقة الصحراء وإقليم أزواد جغرافية مناسبة، حيث البعد عن الأنظار، وكثرة الثروة الحيوانية ومناجم الذهب، بعد هزيمته في العراق وسوريا.
وأعلنت مالي منتصف مايو الماضي، انسحابها من مجموعة دول الساحل الخمس "G5" لمكافحة الإرهاب، وذلك احتجاجًا على رفض توليها رئاسة المنظمة الإقليمية التي تضم كلًا من موريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر، مؤكدةً في بيان لحكومتها أنها قررت الانسحاب من كل أجهزة مجموعة دول الساحل الخمس "G5" وهيئاتها بما فيها القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب.
وكانت مجموعة دول الساحل الخمس قد تشكلت في 16 فبراير 2014 في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتم اعتماد اتفاقية التأسيس في 19 ديسمبر 2014، ومقرها بشكل دائم في موريتانيا، وتعتبر مجموعة دول الساحل الخمس إطارًا مؤسسيًّا لتنسيق التعاون الإقليمي في سياسات التنمية والشؤون الأمنية في غرب أفريقيا، حيث جاء تشكيل المجموعة تعزيزًا لروابط التنمية الاقتصادية والأمن، ومحاربة تهديد الجماعات الإرهابية المنتشرة في هذه المنطقة.





